الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على إيران قد تمثل انتهاكًا للقانون الدولي

في تقرير أثار جدلاً واسعًا، حذرت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة من أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية قد تكون قد انتهكت القانون الإنساني الدولي، وذلك بعد مقتل عدد من المدنيين، بينهم موظفون في منظمات إنسانية.
خلفية التصعيد
بدأت إسرائيل في 13 يونيو 2025 سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع داخل إيران، شملت منشآت عسكرية ونووية وأخرى تابعة للحرس الثوري. هذه الهجمات جاءت عقب توتر متصاعد بين البلدين، خاصة بعد عمليات اغتيال لقادة عسكريين إيرانيين وتصريحات متبادلة حول تهديدات أمنية متزايدة في المنطقة.
نتائج أولية مقلقة
بحسب بيان رسمي صدر عن بعثة الأمم المتحدة، فإن الغارات أدت إلى مقتل عدد من المدنيين، من بينهم ثلاثة موظفين في منظمات إنسانية، كانوا في العاصمة طهران لحظة وقوع الهجمات. كما أُصيب عدد آخر بجروح متفاوتة، وتم توثيق تضرر مبانٍ سكنية بالكامل.
البعثة أكدت أن طبيعة المواقع المستهدفة، ومكان وجود الضحايا، تثير القلق بشأن مدى التزام إسرائيل بمبدأ التناسب والتمييز في القانون الدولي الإنساني، وهو ما يتطلب فتح تحقيق مستقل وشفاف.
تقييم قانوني وتحذيرات أممية
اعتبرت البعثة أن هناك مؤشرات قوية على احتمال وجود انتهاك للقانون الدولي، خصوصًا في حال ثبوت عدم اتخاذ الإجراءات الكافية لتفادي سقوط ضحايا مدنيين. وشدد التقرير على أن القانون الإنساني الدولي يلزم جميع الأطراف المتنازعة باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
كما دعت الأمم المتحدة إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن، لمناقشة تداعيات الهجمات وتقييم الوضع الإنساني في إيران في ضوء التصعيد العسكري الأخير.
ردود الفعل الإيرانية والدولية
السلطات الإيرانية أدانت الهجمات ووصفتها بـ”العدوان السافر”، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين. واعتبرت طهران أن هذه الضربات تمثل انتهاكًا للسيادة الإيرانية وتهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي.
من جانبها، أعربت عدد من الدول الكبرى عن قلقها من تصاعد التوتر، وطالبت بضبط النفس، ودعت إلى العودة إلى المسار الدبلوماسي لتهدئة الأوضاع وتجنب اندلاع صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط.
انعكاسات محتملة
- تداعيات إنسانية: تشير المعطيات الأولية إلى أن الغارات لم تقتصر على أهداف عسكرية، مما ينذر بتدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المستهدفة.
- ضغوط قانونية على إسرائيل: في حال تأكيد وقوع انتهاكات، قد تواجه إسرائيل انتقادات دولية شديدة، وربما مطالبات بتعويضات أو تحقيقات جنائية دولية.
- مخاوف من تصعيد جديد: التوتر بين إسرائيل وإيران مرشح للتصاعد، خاصة في ظل استمرار تبادل التهديدات والتصريحات العدائية بين الجانبين.
الضربات الإسرائيلية داخل إيران تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول حدود استخدام القوة، ومسؤولية الدول في النزاعات المسلحة. وبينما تواصل إسرائيل تبرير عملياتها باعتبارها “دفاعًا استباقيًا”، تؤكد جهات دولية أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية مطلقة، وأن أي انتهاك لهذا المبدأ الأساسي قد يحمل تبعات قانونية ودبلوماسية جسيمة.
يبقى أن ننتظر نتائج التحقيقات الدولية، وما إذا كانت ستُترجم إلى إجراءات فعلية، أم أنها ستُضاف إلى سلسلة طويلة من التقارير الأممية التي لم تجد طريقها للتنفيذ.