نبض الشارع

الحمود: طرق الخلية الإرهابية التمويهية احتاجت لنفس طويل لضبطهم بالجرم المشهود

قام فاضل الحمود، مدير الأمن العام السابق وعضو مجلس الأعيان، يوم الأربعاء بتقديم تحليل شامل حول المكان الذي استخدمته الخلية الإرهابية، اعتماداً على الفيديو المعروض والاعترافات المتعلقة بالحادثة، من حيث الجوانب العسكرية والفنية.

قال الحمود، أثناء حديثه في برنامج “صوت المملكة” على قناة “المملكة”، إن المستودع الذي استعملته الخلية الإرهابية تم إنشاؤه بشكل مدروس في منطقة تتضمن هناغر صناعية، وذلك بهدف التمويه وعدم إثارة الشكوك.

وأشار إلى أن الخلية قامت بتأسيس هيكل على قطعة أرض يبدو كأنه مصنع في مرحلة الإنشاء، مما يوحي بأن العمل جارٍ لإنشاء منشأة صناعية من خلال وضع “كرافانا” ومواد البناء على الأرض دون وجود أي مبنى قائم لتعزيز أساليب التمويه.

وأشار الحمود إلى أن التصميم العام للموقع يعكس جهدًا متميزًا لإخفاء الأنشطة الحقيقية التي كانت تتم فيه، خصوصًا وجود غرف تحت الأرض التي يصعب اكتشافها من النظرة الأولى أو حتى من خلال المرور العابر في المنطقة.

إقرأ أيضاً: الأردن ينتظر رد سورية لتسيير رحلات من عمان إلى دمشق عبر القطار

أشار الحمود إلى أنه عند دخول البوابة الرئيسية، تبدو الأرض مستوية تمامًا، ولا يمكن رؤية أي شيء تحتها، مما يجعل من المستحيل أن يراود أحد أي شك حول وجود غرف تحت الأرض.

أشار الحمود إلى أن الموقع محاط بأسوار مرتفعة للغاية، باستثناء الجهة التي يوجد بها كومة ترابية أو ما يبدو كجبل ترابي، واصفًا إياها بالنقطة المميزة في التصميم. كما لاحظ أن هذه الأسوار العالية ليست من الخصائص الشائعة للمصانع، مما يدل على مدى التخطيط للتمويه.

أوضح أن المدخل الرئيسي يوجد بجانب الكرافان، وقد تم استخدامه لأغراض التمويه فقط، مشيرًا إلى أن الباب الجانبي كان مخصصًا لدخول وخروج الأفراد والمركبات.

كما ذكر تفاصيل دقيقة حول كيفية الوصول إلى الغرف تحت الأرض، موضحًا أن باب المبنى الذي يؤدي إلى تلك الغرف عرضه حوالي 3 أمتار، مما يسهل دخول وخروج المركبات لأغراض التحميل والتنزيل.

وأشار إلى أن إحدى الغرف الموجودة تحت الأرض تتراوح مساحتها بين 50 و70 متراً مربعاً، وقد تم تصميمها بطريقة تمويهية متطورة، بحيث لا يستطيع أي شخص يدخلها رؤية أي أبواب أو مداخل أخرى. جميع الأبواب مموهة باستخدام “القصارة” أو صبّات خرسانية، ولا يُرى في الداخل سوى الجدران، مما يعوز من إمكانية اكتشاف الأبواب والغرف الأخرى.

قدّر الحمود مساحة الغرفة التي كانت تُستخدم في عمليات التصنيع بين 200 و300 متر مربع، وتحدث عن تصميم الباب وآلية فتحه، حيث تم استخدام صنبور ماء لت camouflaging مكان وجود المفتاح، مؤكدًا أن هذه الطريقة في العمل تعتمد عليها المحترفون من الناحيتين الفنية والعسكرية.

وأشار إلى أن التحضير والتنظيم لهذه العمليات يستغرق أشهرًا وسنوات، حيث يتخللها السفر إلى دولة عربية ولقاء مع شخص مجهول هناك، قبل العودة للقاءه مرة أخرى بعد عام واستلام مبالغ مالية.

وكشف الحمود عن سبب تأخر دائرة المخابرات العامة في القبض على هذه الخلية، موضحاً أن مثل هذه القضايا تتطلب “نفساً طويلاً” يستمر لعدة أشهر وسنوات، وأن القبض عليهم يحتاج إلى أن يكون بـ”الجرم المشهود”.

وأشار الحمود إلى أن مدى الصواريخ كان يتراوح بين 3 إلى 5 كيلومترات، وأن الطائرات المسيرة التي حاولوا تصنيعها يمكن أن تصل إلى مسافة 12 كيلومترًا كحد أقصى. وأكد أن هذا المدى لا يمكن استخدامه في دعم المقاومة كما يتردد البعض، مما يدل على أنها كانت مخصصة للاستخدام الداخلي (داخل الأراضي الأردنية).

وقال إن التخطيط للعملية بدأ منذ عام 2021، أي قبل الحرب على قطاع غزة، وأكد أن هذا يبيّن أن الهدف الرئيسي هو الأمن الوطني، ولا شيء سواه.

تحدث الحمود عن كيفية هيكلة الخلية ووظيفتها، حيث تم تقسيمها إلى أربع مجموعات مرتبطة بشبكة واحدة وتدار بأسلوب يُعرف في المصطلحات الأمنية بـ”الاتصال الخيطي”. وقد أشار إلى أن هذا الأسلوب يعتمد على أن لكل مجموعة مهمة محددة تقوم بتنفيذها، ثم تتسلم المجموعة التالية المهمة التي تليها، بينما لا يتعرف أفراد المجموعة الأولى على أفراد المجموعة الثانية، وهكذا بالنسبة للمجموعات الثالثة والرابعة، في حين أن القائد وحده هو من يعرف جميع الأعضاء.

أوضح أن هذا الأسلوب يعتبر معقدًا للغاية من الناحية الأمنية، حيث يُستخدم لتجنب كشف المجموعات في حال تم القبض على أحد أفرادها، مما يجعل من الصعب على الجهات الأمنية الوصول إلى الشبكة بالكامل. وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى استغراق دائرة المخابرات وقتًا طويلاً في كشف العملية، حيث تمكنت من تتبع وتحديد جميع الأفراد بدقة.

وأضاف أن هذا النوع من التواصل يحتاج إلى تدريب ومهارة عالية، مما يدل على أن الأفراد الذين يقفون وراء هذه الشبكة مؤهلون بشكل جيد. وفقًا للاعترافات، تمتلك كل مجموعة مهمة محددة ضمن خطة منظمة.

وأشار الحمود إلى أنه استنادًا إلى المعطيات المتاحة، كانت صناعة الصواريخ ستنجح من الخلية إذا لم يتم اكتشافهم واعتقالهم، بسبب المواد التي استخدموها وكمية ونوعية هذه المواد.

توقع الحمود أن التحقيقات الجارية مع أعضاء الخلية قد تكشف عن أسماء أخرى لم يتم الإعلان عنها.

في ردها على سؤال بشأن الفئة التي كانت تستهدفها الخلية، أوضحت الحمود أنها قد تشمل مؤسسات عسكرية، بالإضافة إلى جهات حكومية وبعض المنشآت المدنية في الأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى