كيف عبّر الأفارقة عن موقفهم تجاه قرار حظر السفر الذي اتخذه الرئيس ترامب؟

في الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول الأفريقية نتيجة لفرض الرسوم الجمركية قبل إدارة ترامب، واجه العديد من الأفارقة أزمة جديدة تتمثل في حظر السفر إلى… الولايات المتحدة بالإضافة إلى اقتراح بفرض ضريبة مالية على تحويلات المغتربين.
عندما علمت المهندسة المعمارية إيسي فريدة جيرالدو، التي تقيم في لومي، بالقيود الجزئية التي فرضها الرئيس ترامب على السفر من توغو إلى الولايات المتحدة، عبرت عن حزنها وأسفها لفقدان ما يعتبره العديد من الشباب “مكان الفرص”.
ذكرت جيرالدو أن الولايات المتحدة كانت تمثل حلمًا للتوغوليين، حيث يذهبون إليها من أجل العمل وكسب المال، ودعم أسرهم، وإقامة مشاريع في أفريقيا.
المرسوم الذي وقّعه ترامب والذي يبدأ تطبيقه اليوم الاثنين ينص على منع مواطني عدة دول أفريقية، وهي تشاد، والكونغو الديمقراطية، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، والسودان، بالإضافة إلى هايتي والصومال.
فرض المرسوم قيودًا جزئية على جمهورية توغو وبوروندي وسيراليون، مما يعني أن المواطنين من هذه الدول لن يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة عبر جميع أنواع التأشيرات.
مفاقمة الأضرار
تخرجت المهندسة المعمارية جيرالدو سابقًا من برنامج “زمالة مانديلا لقادة”. أفريقيا “الشباب” الذي أطلقه الرئيس أوباما قد يؤدي إلى تفاقم الأضرار الناتجة عن تقليص المساعدات بسبب هذه القيود.
قال المحلل السياسي ميخائيل نيامويا إن حظر السفر والقيود الجديدة ستخلق نمطاً من الإقصاء وستثبت الصورة النمطية للأفارقة كغرباء في النظام العالمي.
وأشار ميخائيل إلى أن هذه المتطلبات على المدى القصير ستحد من الوصول إلى التعليم والابتكار، بينما على المدى الطويل، قد تؤدي إلى ابتعاد الأفارقة عن شراكاتهم مع الولايات المتحدة.

من جانبها، قالت نائبة المتحدّث باسم البيت الأبيض أفادت أبيغل جاكسون أن الدول الموجودة في القائمة “تفتقر إلى آليات تحقق ملائمة، وتظهر معدلات مرتفعة لتجاوز فترات الإقامة، أو تتجنب تقديم معلومات عن هويات الأفراد”.
كما ذكرت المتحدثة على منصة “إكس” أن هذا القرار يعكس التزام ترامب بوعوده لحماية الأمريكيين من تهديدات خارجية خطيرة تسعى لإيذاء البلاد.
تعميق الانقسام
ترفض مديرة منظمة أوكسفام أمريكا، آبي ماكسمن، جميع التبريرات التي قدمها البيت الأبيض بشأن حظر دخول مواطني بعض الدول إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعزز وعدم المساواة، ويعزز الصور النمطية السلبية، والعنصرية، وانعدام التسامح الديني.
أفادت ماكسمن أن هذه السياسة لا ترتبط بالأمن القومي، بل تهدف إلى خلق الانقسام وتشويه صورة المجتمعات التي تسعى إلى الفرص والأمان في الولايات المتحدة.
يُعبر العديد من الأفارقة عن قلقهم حيال مشروع القانون الذي اقترحه ترامب، والذي يتضمن فرض ضريبة تصل إلى 3.5% على تحويلات المغتربين. الولايات المتحدة الأميركية .
عند إقرار القانون، سيتسبب ذلك في أضرار للاقتصاد المحلي في العديد من الدول الإفريقية التي تعتمد بشكل كبير على تحويلات المغتربين المتواجدين خارج البلاد.
يقول جيفري غيتشوه، الممرض الكيني البالغ من العمر 34 سنة، إنه يقوم بشكل منتظم بإرسال أموال لعائلته في كينيا، وإذا تم تطبيق رسوم جديدة على التحويلات، فإن ذلك سيسبب تعقيدات ويزيد من الأعباء المالية.

ندد ناشطون في مجال حقوق الإنسان بهذه القيود والضريبة المقترحة، مشيرين إلى أنها تستهدف مواطني الدول النامية بطريقة غير عادلة.
يعتقد بعض الخبراء أن هذه القرارات قد تؤثر سلباً على علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأفريقية، خاصة في ظل وجود خطاب أفريقي يتعارض مع الغرب في هذه المرحلة.
على الرغم من أن قرار حظر الدخول يُعبر عن نظرة متدنية وإقصائية، إلا أنه ليس له تأثير سلبي على مواطني بعض الدول المعنية، مثلما هو الحال بالنسبة إلى ليبيا .
قال الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة جليل حرشاوي إنه لن يتأثر الكثيرون بالحظر الجديد، لأن الولايات المتحدة ليست وجهة سفر رئيسية بالنسبة لهم.