Site icon آخر بوست

هل ارتجاع المريء يسبب دوخة؟

ارتجاع المريء، المعروف أيضًا بالارتجاع المعدي المريئي (GERD)، هو حالة تحدث عندما يتسرب الحمض من المعدة إلى المريء، مما يسبب أعراضًا مزعجة مثل حرقة المعدة (الحموضة) وألم في الصدر. لكن هل يمكن أن يؤدي ارتجاع المريء إلى الشعور بالدوخة؟ في الواقع، قد يكون الجواب نعم، حيث أن هناك بعض الحالات التي يمكن فيها للارتجاع المعدي المريئي أن يتسبب في شعور الشخص بالدوار أو الدوخة. سنناقش في هذا المقال كيف يمكن أن يحدث ذلك، ولماذا قد يشعر البعض بالدوار نتيجة لهذه الحالة.

1. تأثير الارتجاع على الأذن الداخلية والتوازن

الارتجاع المعدي المريئي لا يتسبب عادة في دوخة بشكل مباشر، لكن في بعض الحالات، قد يتسبب التهيج أو الالتهاب الناجم عن الارتجاع في حدوث تأثيرات غير مباشرة على الأذن الداخلية، وهي الجزء المسؤول عن التوازن في الجسم. عندما تتسبب الحموضة في التهاب المريء أو الحلق، قد ينتشر هذا الالتهاب إلى المناطق المحيطة بالأذن الداخلية، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار أو الدوخة. يمكن أن يشعر الشخص بذلك خصوصًا إذا كان الارتجاع مستمرًا أو مزمنًا.

2. القلق والتوتر الناتج عن الألم

تأثيرات الارتجاع المعدي المريئي على الجسم لا تقتصر فقط على الأعراض المادية مثل حرقة المعدة. الشعور بالألم المستمر أو التوتر الناتج عن الحموضة يمكن أن يسبب أيضًا استجابة جسدية أخرى تشمل القلق والتوتر، مما يؤدي إلى شعور بالدوخة. عندما يشعر الشخص بالقلق بسبب تكرار الأعراض أو الألم، يمكن أن يتسبب هذا في أعراض جسدية إضافية مثل الدوار أو الشعور بعدم التوازن.

3. الفتق الحجابي وتأثيره على الارتجاع

في بعض الأحيان، قد يحدث الارتجاع المعدي المريئي نتيجة لوجود فتق حجابي، وهي حالة يحدث فيها انتقال جزء من المعدة إلى التجويف الصدري عبر الحجاب الحاجز. الفتق الحجابي يمكن أن يضغط على المريء ويؤدي إلى أعراض ارتجاع إضافية، كما قد يسبب شعورًا بالدوخة نتيجة للضغط على مناطق معينة من الجهاز الهضمي أو الجهاز العصبي. هذا الضغط قد يسبب اضطرابات في الهضم وتغييرات في الضغط الداخلي، مما يؤدي إلى شعور غير مريح من الدوخة.

4. آثار الأدوية المستخدمة لعلاج الارتجاع

أدوية علاج الارتجاع المعدي المريئي مثل مضادات الحموضة، أو مثبطات مضخة البروتون (PPI) قد تكون فعّالة في تخفيف الأعراض، لكنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية. بعض الأشخاص قد يشعرون بالدوار أو الدوخة نتيجة لاستخدام هذه الأدوية، خاصة إذا كانت تؤثر على مستوى بعض الفيتامينات أو المعادن في الجسم، مثل فيتامين ب12. نقص فيتامين ب12، على سبيل المثال، قد يسبب أعراضًا تشمل الدوار والدوخة.

5. تداخل الارتجاع المعدي المريئي مع حالات صحية أخرى

من المهم أيضًا أن نذكر أن هناك بعض الحالات الصحية التي قد تتداخل مع ارتجاع المريء وتؤدي إلى الشعور بالدوخة. على سبيل المثال، قد يرتبط الارتجاع المعدي المريئي بمشاكل صحية أخرى مثل اضطرابات القلب أو الأوعية الدموية، التي قد تكون سببًا رئيسيًا في الدوخة. لذلك، إذا كانت لديك أعراض ارتجاع المريء مصحوبة بشعور متكرر بالدوخة، فقد يكون من الضروري إجراء فحوصات طبية للتأكد من عدم وجود حالات صحية أخرى.

الخلاصة

في حين أن الدوخة ليست من الأعراض الرئيسية لارتجاع المريء، إلا أن هناك عدة طرق يمكن أن يتسبب فيها الارتجاع المعدي المريئي في شعور الشخص بالدوار. قد يحدث هذا نتيجة لتأثيرات الارتجاع على الأذن الداخلية، التوتر الناتج عن الألم، أو تأثيرات الأدوية التي يتم تناولها. من المهم استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض ارتجاع المريء مرفقة بالدوخة بشكل متكرر للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

المصادر:

Exit mobile version