اسلوب حياة

هل تجد وسادتك مبللة؟.. تعرف على الأسباب النفسية للبكاء أثناء النوم

قد تستيقظ في وسط الليل لتشعر بلهاث سريع وقلبك يدق بقوة، وعندما تنظر حولك تجد نفسك في سريرك، وكل شيء يبدو طبيعياً، لكنك تشعر بالإرهاق وتأثير بكاء عميق لا يزال يلازمك. وعندما تنظر إلى وسادتك، تلاحظ أنها مبللة. يبدو أنك كنت تبكي أثناء نومك دون أن تدرك ذلك. في الفقرات التالية، سنستكشف الأسباب النفسية المحتملة التي قد تقف وراء هذا البكاء أثناء النوم.

لماذا نبكي أثناء النوم؟

قد يعتبر البكاء أثناء النوم شيئًا طبيعيًا بالنسبة للأطفال سبب هذا البكاء هو انتقالهم من مرحلة النوم العميق إلى مرحلة نوم أقل عمقًا. قد يكون الانتقال بين مراحل النوم المختلفة مزعجًا بالنسبة للأطفال الصغار، لأنه يجسد لهم تغييرًا في حالتهم لا يفهمونه ولا يمكنهم تجاهله. ومع ذلك، مع نمو الأطفال وتطورهم، ينخفض بكاؤهم أثناء النوم.

يعتبر البكاء أثناء النوم ظاهرة طبيعية للأطفال (بيكساباي).

بالنسبة للبالغين، يمكن أن يبدو البكاء أثناء النوم شيئًا غير معتاد، مما قد يجعلنا نشعر بالشفقة على أنفسنا أو نقلق بشأن الأسباب التي تكمن وراءه. هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى حدوث البكاء أثناء النوم، ومن بينها ما يلي:

  • الكوابيس وضغوط الحياة

الكوابيس تُعتبر هذه الأحلام مصادر لاستجابات عاطفية قوية ومزعجة، وقد تكون حادة لدرجة أن الشخص يستيقظ من شدة الفزع. تترافق الكوابيس غالبًا مع مستوى الألم والضغط النفسي الذي يتعرض له الفرد في حياته اليومية. من منظور نفسي، يمكن أن تكون الكوابيس وسيلة يتبناها العقل للتكيف مع التجارب المؤلمة والمزعجة التي يواجهها الشخص طوال اليوم. إحدى وظائف النوم الرئيسية هي تعزيز قدرة الدماغ على تكوين الذكريات العاطفية وتعديل ردود الأفعال العاطفية. أثناء النوم، يسعى الدماغ لمعالجة الضغوط النفسية الكبيرة التي يشعر بها الشخص. وبالتالي، يحتاج الجسم إلى التعامل مع المشاعر السلبية الشديدة التي يمكن أن تؤثر عليه، مما قد يؤدي إلى البكاء في أثناء النوم.

nightmare كابوس
يمكن أن تعتبر الكوابيس وسيلة يستخدمها العقل للتعامل مع القلق الشديد (شترستوك).
  • القلق من المستقبل

قد تتحول الكوابيس إلى وسيلة يستخدمها العقل لمواجهة القلق الشديد الذي قد ينتاب الفرد بسبب توقعه للتحديات المستقبلية في حياته. ويمكن أن يتجلى هذا القلق بوضوح من خلال البكاء أثناء النوم.

  • كبت المشاعر السلبية أثناء اليقظة

من الأسباب الأخرى للبكاء خلال النوم هو أن الشخص يشعر بحزن عميق لا يستطيع التعبير عنه أثناء استيقاظه بسبب انشغاله بالمهام والمسؤوليات. فالحزن لا يزول مع محاولة كتمانه، بل يسعى لإيجاد وسيلة للتعبير عن نفسه ويظهر أثناء النوم. وعندما يحدث البكاء في هذه الحالة، تُحرر المشاعر المرتبطة بالحزن. كما يمكن أن يكون البكاء أثناء النوم نتيجة لـ الاكتئاب تشمل أعراضه، بالإضافة إلى التغيرات في عادات النوم والأكل، الشعور بالرغبة في الانعزال ونوبات من البكاء غير المفسر.

  • التقدم في العمر

الخرف هو مجموعة من الأعراض الصحية التي ترتبط بشكل أساسي بتقدم العمر والشيخوخة. تشمل هذه الأعراض تغيرات في الذاكرة، والقدرة على التفكير، والقدرات الاجتماعية، كما يرتبط الخرف باضطرابات النوم. يشير الباحثون إلى أن الخرف قد يؤدي إلى اضطراب في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ نتيجة تدهور منطقة ما تحت المهاد وجذع الدماغ. قد يعاني الأفراد المصابون بالخرف من صعوبات في النوم، وزيادة في الانفعال خلال المساء، واستيقاظ متكرر أثناء الليل. وفي حالة كبار السن، قد تؤدي التغيرات الجسدية وأعراض الخرف إلى البكاء خلال فترات النوم.

يمكن أن يؤدي الخرف إلى صعوبة في تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ (بيكسابي).
  • بعض الاضطرابات الصحية

من الصحيح أن الكبار أقل عرضة للبكاء نتيجة الألم. ومع ذلك، هناك بعض الاضطرابات الصحية والأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى بكاء البالغين بسبب الألم، مثل آلام الظهر المزمنة أو السرطان. كما توجد بعض مشكلات العيون التي يمكن أن تسبب تسرب الدموع أثناء النوم، مثل التهاب الملتحمة أو الحساسية أو انسداد القناة الدمعية. على الرغم من أن هذه الحالة ليست بكاءً عاطفياً، إلا أنها تعد من الأسباب التي قد تجعل وسادتك مبللة بالدموع، ويمكن أن يساعد علاج هذه الحالات الصحية في منع إنتاج الدموع أثناء النوم.

علاج البكاء أثناء النوم

غالبًا ما يُعتبر البكاء أثناء النوم ليس شيئًا مقلقًا أو دليلاً على وجود مشكلة صحية كبيرة. بعض الأشخاص قد يعتبرون أن البكاء أثناء النوم ليس سلبيًا، بل هو وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر السلبية التي يصعب عليهم الإعراب عنها أثناء اليقظة. بينما قد يكون لدى أشخاص آخرين انطباع سلبي عن هذا الأمر، حيث يشعرون بالأسى والحزن نتيجة لذلك. من المهم أن تحديد نفسك -أولًا- ضمن أي من هذين الفريقين، لكي تتمكن من التعامل مع هذه الحالة بفاعلية.

تحدد العلاج المناسب للبكاء أثناء النوم بناءً على معرفة سبب حدوثه. فإذا كان السبب متعلقًا بإحدى الاضطرابات الصحية التي تم ذكرها سابقًا، فقد يؤدي علاج هذا الاضطراب إلى توقف البكاء خلال النوم.

إذا كان الحزن أو القلق أو الاكتئاب هو السبب وراء البكاء أثناء النوم، فإن معالجة تلك المشكلات أو التعرف على تقنيات فعّالة للتعامل مع التوتر والقلق، أو الحصول على العلاج المناسب للاكتئاب، قد يسهم في وقف البكاء أثناء النوم. قد يساعدك التحدث عن مشاعرك مع مختص مثل طبيب أو أخصائي نفسي مؤهل في التعامل بشكل أفضل مع مشاعرك وأفكارك السلبية. يمكنك اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو أسلوب علاجي يساعد الأفراد على تعلم كيفية تغيير طرق تفكيرهم حول موقف معين لتغيير ردود الفعل العاطفية والسلوكية المرتبطة بذلك الموقف.

يجب طلب مساعدة متخصصة في حال كان البكاء أثناء النوم يؤثر على نومك، مثل الاستيقاظ بسبب البكاء وصعوبة العودة للنوم. نقص النوم الجيد والمريح يمكن أن يؤثر على قدرة الشخص على القيام بمهامه اليومية. لذا فمن المهم أن تستشير طبيبًا أو أخصائي صحة نفسية، حيث يمكنه تقديم خيارات علاجية لتحسين نوعية نومك.

إقرأ أيضاً: البصل المُنبِِت.. متى تستخدمه ومتى تتخلص منه؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى