العالم

واشنطن تلوح بسحب وساطتها لوقف حرب أوكرانيا

حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من أن الولايات المتحدة ستوقف وساطتها إذا لم تقدّم روسيا وأوكرانيا “اقتراحات ملموسة” لإنهاء الحرب التي تتواصل بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات.

أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، خلال مؤتمر صحفي، أن الوزير أكد أن الوقت قد حان لتقديم موسكو وكييف مقترحات فعّالة لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أنه في حال عدم تحقيق أي تقدم، ستتراجع واشنطن عن دورها كوسيط.

وأضافت، مستندة إلى بيان صادر عن روبيو، “نحن في مرحلة تستدعي من الطرفين تقديم اقتراحات واقعية لإنهاء هذا النزاع. أما بالنسبة للخطوات المقبلة، فإن القرار يعود للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وإذا لم يتحقق أي تقدم، فسنتراجع عن دورنا كوسطاء في هذه العملية”.

وأشارت بروس إلى أن الأمر في النهاية يعود للرئيس دونالد ترامب ليحدد ما إذا كان سيتابع الجهود الدبلوماسية.

هدنة الأيام الثلاثة

أكدت بروس أن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى هدنة لمدة ثلاثة أيام تتيح الاحتفال بشيء آخر، بل تريد وقفاً تاماً ومستداماً لإطلاق النار وإنهاء النزاع”.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل يومين عن وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في مايو/أيار احتفالًا بالذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي وحلفائه في الحرب العالمية الثانية، في خطوة يبدو أن هدفها هو الإشارة إلى أن موسكو لا تزال تهتم بالسلام.

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إن أوكرانيا لم ترد على مقترحات الرئيس بوتين لبدء محادثات سلام مباشرة، ولا يُعرف ما إذا كانت ستوافق على وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام.

سعت كل من كييف وموسكو إلى إثبات تحقيق تقدم نحو هدف ترامب المتمثل في الوصول إلى اتفاق سلام سريع، بعد أن هددت الولايات المتحدة بالتخلي عن جهودها في شأن السلام.

رفض مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون – الأسبوع الماضي – بعض الاقتراحات الأميركية المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وعرضوا بدلاً منها اقتراحات مغايرة تتعلق بقضايا مثل الأراضي والعقوبات، وذلك وفقاً للنصوص الكاملة للاقتراحات التي أفادت رويترز أنها اطلعت عليها.

زيلينسكي: الكرة في مرمى الروس

من جهة أخرى، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن تحقيق تقدم في إنهاء الحرب التي مستمرة منذ أكثر من 3 سنوات مع روسيا يعتمد على استعداد موسكو لأخذ الخطوة الأولى، وهي الموافقة على وقف إطلاق نار غير مشروط.

أعاد زيلينسكي -أمس- التأكيد في خطابه المسائي المصور على إصرار أوكرانيا على ضرورة التزام روسيا بوقف إطلاق نار غير مشروط.

قال: “ينبغي عليهم اتخاذ خطوات واضحة نحو إنهاء الحرب، ونؤكد على أن وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط يجب أن يكون الخطوة الأولى، وعلى روسيا الالتزام بذلك”.

وأشار إلى أن أوكرانيا تستعد لجولة جديدة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، من أجل الضغط على موسكو للدخول في حوار.

لقد ذكر الرئيس الأمريكي عدة مرات أنه سينهي الحرب في أوكرانيا بسرعة، معتبراً إياها “غير معقولة”، وهدد موسكو بفرض عقوبات اقتصادية جديدة إذا لم توافق على الدخول في مفاوضات.

وعد ترامب خلال حملته الانتخابية الأخيرة بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة من استلامه للمنصب، لكن مساعديه ذكروا لاحقاً أن التوصل إلى اتفاق قد يستغرق “شهوراً”.

منذ 24 فبراير 2022، بدأت روسيا بشن هجوم عسكري على أوكرانيا، وتطالب بوقفه بشرط تخلّي كييف عن السعي للانضمام إلى تحالفات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا تدخلاً في شؤونها الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى