الذكاء الاصطناعي يدخل حلبة التسليح الصينية

أكد مهندس بارز في صناعة الفضاء الجوي أن تقدم صناعة الطائرات الحربية المتقدمة في الصين يشهد تحولاً كبيراً نتيجة الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة من خلال استخدام نموذج اللغة المتقدم “DeepSeek” في عمليات التصميم والتطوير العسكري.
في تصريح لموقع شينان نيوز الحكومي، أكد وانغ يونغتشينغ، كبير المصممين في معهد شنيانغ لتصميم الطائرات التابع لمؤسسة صناعة الطيران الصينية الحكومية، أن فريقه بدأ بالفعل في استخدام منصة DeepSeek AI كجزء من خطط البحث والتطوير الخاصة بهم. يُذكر أن المعهد كان له دور بارز في تصميم عدد من المقاتلات الصينية المشهورة، مثل “J-15 Flying Shark” والمقاتلة الشبحية من الجيل الخامس “J-35”.
أشار وانغ إلى أن نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) مثل DeepSeek، والتي تنتمي إلى نفس فئة أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في أنظمة مثل ChatGPT، أثبتت كفاءتها في تقديم مفاهيم وإطارات جديدة لتطوير تكنولوجيا الطيران في المستقبل. وأضاف أن هذه النماذج تسهم في تسريع تحليل المشكلات التصميمية المعقدة، لا سيما تلك المتعلقة بالمتطلبات التشغيلية، بالإضافة إلى تخفيف عبء المهام المتكررة التي تستهلك الوقت، مما يتيح للباحثين التركيز على الابتكار.
المقاتلات الصينية من الجيل السادس تأتي هذه التصريحات مع تزايد التقارير حول التقدم في برنامج المقاتلات من الجيل السادس في الصين، حيث ظهرت نماذج أولية مثل “J-36″ و”J-50” بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة. وأكد وانغ أن عملية تطوير نسخ متعددة المهام من “J-35″، بما في ذلك الطرازات المخصصة للاستخدام في الجو والبحر، تسير وفقًا للجدول الزمني المحدد.
تعتبر إدماج نموذج DeepSeek في الأبحاث العسكرية خطوة مهمة نحو تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الدفاعي الصيني. وقد تم تطوير هذا النموذج بواسطة مختبر DeepSeek AI الموجود في مدينة هانغتشو، وحقق اهتماماً كبيراً داخل الصين منذ إطلاقه في بداية هذا العام، بفضل كفاءته العالية وتكاليفه التنافسية مقارنة بالنماذج التي طورتها شركات أمريكية رائدة مثل إنفيديا.
يعتبر المحللون أن هذا الاتجاه لا يهدف فقط إلى تحقيق تقدم تكنولوجي، بل يعبر أيضاً عن طموح الصين في منافسة الهيمنة الأمريكية في مجالات الذكاء الاصطناعي والفضاء الجوي المتقدم، والتي كانت دائماً تحت سيطرة شركات معروفة مثل لوكهيد مارتن وإنفيديا.