العلماء يبتكرون طلاءً فعّالاً ضد البكتيريا وكورونا والإنفلونزا

في إنجاز ثوري من شأنه أن يحدث تأثيرات كبيرة في مجال مكافحة العدوى، تمكن علماء من جامعة “نوتنغهام” من ابتكار طلاء حديث للأسطح يقضي على الجراثيم الضارة فور ملامستها له، بما في ذلك بعض من أخطر مسببات الأمراض مثل بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) وفيروسات مثل الإنفلونزا وكوفيد-19.
حقق هذا الإنجاز بفضل التعاون بين باحثين من كلية الصيدلة في جامعة نوتنغهام وشركة Indestructible Paint المتخصصة في تصنيع الطلاءات.
يهدف هذا الابتكار إلى تقليل خطر العدوى السطحية في الأماكن العامة، وخصوصًا في المستشفيات ووسائل النقل العامة.
كيف يعمل الطلاء الجديد؟ يستند هذا الطلاء الفعّال إلى الكلورهيكسيدين، وهو مطهر يُستخدم عادةً في تعقيم الفم والاستعداد للجراحة. تم دمج هذه المادة داخل راتنج خاص يمكن الطلاء به على الأسطح، مما يجعله مضادًا للميكروبات بمجرد أن يجف، دون أن يتسرب المكون النشط أو يفقد فعاليته عند اللمس.
توضح قائدة فريق البحث، الدكتورة فيليسيتي دي كوغان: “في دراستنا الأولية، قمنا بإدخال المطهر في البوليمر لتطوير طلاء جديد يتمتع بفعالية ممتازة في مكافحة الميكروبات. إنه لا ينتشر في البيئة ولا يتسرب عند اللمس، مما يجعله مناسباً للاستخدام العملي”.
أظهرت الاختبارات أن الطلاء يقضي بالكامل على البكتيريا بعد جفافه، مما يجعله وسيلة فعالة للحد من انتشار العدوى، بدءًا من أسرة المستشفيات ومقاعد المراحيض وصولًا إلى الطاولات في الطائرات.
تظل الأسطح العامة، حتى بعد تنظيفها، ملوثة بالبكتيريا لفترات تصل إلى أسابيع أو شهور. وتعرف هذه البيئات أحيانًا بـ “المستودعات الميكروبية”، وقد تساهم في انتشار الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية من خلال تبادل جينات المقاومة. ومن هنا تأتي أهمية هذا الطلاء الجديد، حيث يقدم طبقة حماية تدوم طويلاً دون أن يكون له تأثير بيئي سلبي.
الطلاء أثبت كفاءته على الأسطح البلاستيكية والمعدنية، مما يجعله ملائمًا للعديد من القطاعات، بما في ذلك:
الرعاية الصحية، صناعة الطيران، السكك الحديدية، والمرافق الصناعية.
تحقيق تقدم ملحوظ في حماية السطح بفضل فعاليته الكبيرة وسهولة استخدامه وتكلفته المنخفضة، يُعتبر هذا الطلاء خطوة نوعية في تقنيات مكافحة العدوى، لا سيما في ظل التحديات المستمرة التي تواجهها الأنظمة الصحية العالمية بسبب ظهور سلالات جديدة مقاومة للعلاج.