من هنا وهناك
حكاية أكبر عملية انتحار جماعي في التاريخ الحديث

في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1978، شهد العالم واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية المرتبطة بجماعات دينية متطرفة: أكبر عملية انتحار جماعي في التاريخ الحديث، والتي وقعت في مستوطنة “جونز تاون” في غيانا جنوب أمريكا، وأسفرت عن مقتل 913 شخصًا، من بينهم أكثر من 300 طفل، بتناول شراب مسمم بالسيانيد، بأمر من جيم جونز، زعيم طائفة معبد الشعوب (People’s Temple).

من هو جيم جونز؟
- ولد جيم جونز في إنديانا، وبدأ مسيرته الدينية في الخمسينيات دون أي تدريب لاهوتي.
- أسس كنيسته الأولى في إنديانابوليس، وسرعان ما جذب أتباعًا برسائله التي تجمع بين العدالة الاجتماعية والمساواة العرقية.
- نقل مقر طائفته إلى كاليفورنيا، حيث بدأت طائفة “معبد الشعوب” في الازدهار، خاصة في أوساط الأمريكيين من أصل أفريقي.

لماذا تبِعه الناس؟
- قدم نفسه على أنه قائد ملهم، يدعو للمساواة ويُشفي الأرواح ويقرأ العقول.
- جمع حوله الآلاف، مستفيدًا من علاقاته السياسية والاجتماعية.
- أتباعه تخلوا له عن أموالهم وممتلكاتهم، وآمنوا بأنه المخلّص الوحيد.



الوجه المظلم للطائفة
- كان جونز يعامل أتباعه بقسوة شديدة، يتعرضون للضرب والإذلال وغسيل الدماغ.
- تم تفكيك الأسر داخل الطائفة، وشُجّع الأتباع على التجسس على بعضهم البعض.
- أُجبروا على التوقيع على تنازلات قانونية تمنح الكنيسة السيطرة الكاملة على ممتلكاتهم.
الهروب إلى “المدينة الفاضلة”
- تحت ضغط الإعلام والتحقيقات، هرب جونز مع أتباعه إلى غيانا، حيث بنى مستوطنة زراعية باسم “جونز تاون”.
- قدمت المستوطنة على أنها جنة اشتراكية مكتفية ذاتيًا، لكنها في الحقيقة كانت معسكرًا معزولًا تسيطر عليه طائفة مغلقة.

مهمة عضو الكونغرس الأمريكي
- في نوفمبر 1978، زار ليو رايان، عضو الكونغرس، المستوطنة برفقة صحفيين وأقارب القاطنين.
- اكتشف أن بعض الأعضاء يريدون المغادرة، لكنهم يخشون على حياتهم.
- أثناء عودته، هاجمه مسلحون من الطائفة وقتلوه مع أربعة آخرين في مهبط الطائرات.

الانتحار الجماعي
- بعد مقتل رايان، أصدر جونز أوامره ببدء ما وصفه بـ”الانتحار الثوري”.
- أعطيت الأطفال الرضّع السم أولًا، ثم شربه البالغون.
- استخدموا شراب فواكه ممزوجًا بـالسيانيد والمهدئات.
- جيم جونز نفسه قُتل لاحقًا بطلق ناري في رأسه، يُرجّح أنه أطلقه على نفسه.


من نجا؟
- أقل من 100 شخص نجوا، بعضهم كانوا في العاصمة جورج تاون، والبعض تمكن من الهرب أثناء المجزرة.
- أبرز الناجيات كانت لورا جونسون كول، التي نجت لأنها كانت قد نُقلت إلى العاصمة قبل أيام من الحادث.
- تتحدث كول اليوم عن تجربتها، مؤكدة أن الطائفة لم تكن كلها مظلمة كما تبدو من الخارج، بل كانت – في نظرها – محاولة فاشلة لبناء مجتمع عادل انتهت بشكل مروّع.

ماذا بعد؟
- انتهت طائفة معبد الشعوب تمامًا بعد الحادث.
- حوكم شخص واحد فقط، لاري لايتون، بتهمة القتل والتحريض عليه، وسُجن حتى عام 2002.
- تركت المأساة أثرًا عميقًا في المجتمع الأمريكي والعالمي، وأصبحت نموذجًا مرعبًا لكيف يمكن للسلطة الدينية المطلقة أن تتحول إلى كارثة جماعية.

جونز تاون لم تكن فقط كارثة إنسانية، بل كانت أيضًا تحذيرًا صارخًا من عبادة الفرد، والتلاعب بالعقول، وعزلة الجماعات الدينية المتطرفة عن العالم.
هل تود أن أقدّم ملخصًا بصيغة إنفوجرافيك أو جدول زمني لأحداث جونز تاون؟