العالم

عملاء للموساد يتخفّون كسائقي شاحنات في إيران منذ ثلاث سنوات

لندن – 19 يونيو 2025
كشف تحقيق حديث أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي موساد أرسل عملاء متخفين داخل إيران، عملوا كسائقي شاحنات على الطرق الرئيسية منذ نحو ثلاث سنوات، في إطار جهود واسعة لجمع معلومات عن المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية ودعم عمليات مسيّرة وصاروخية داخل البلاد.

بحسب تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فقد جرى خلال السنوات الأخيرة بناء خلية للموساد تضم عمّالًا متنكرين في ملابس سائقي شاحنات وصهاريج وقود. وقد مكّنهم ذلك من الوصول إلى مناطق حساسة حول المواقع النووية والصاروخية داخل البلاد دون إثارة الشكوك.

وكانت هذه الخلية جزءًا من عملية أكبر نفذت بالتعاون بين جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” والموساد، والتي شملت استخدام الطائرات المسيرة، والأقمار الصناعية التجارية، والهواتف المخترقة، وتحليلات الذكاء الاصطناعي، بهدف بناء قاعدة بيانات دقيقة للتخطيط لهجوم إسرائيلي سريع ودقيق ضد المنشآت الإيرانية.

عمليات التسلل وأساليب جمع المعلومات لم تقتصر فقط على العامل البشري، بل تضمنت أيضًا قاعدة للطائرات المسيرة داخل إيران وأسلحة مصغّرة، تم إدخالها عبر الشاحنات نفسها وبقية وسائط النقل، كما أكدت التغطية الإعلامية. وتشير التقارير إلى قيام الخلايا بتشغيل أدوات التدمير المبكر ضد المواقع الحساسة، بما في ذلك الدفاعات الجوية ومنظومات الصواريخ الإيرانية، تمهيدًا لضربات جوية لاحقة.

أسفرت أولى تلك العمليات عن اغتيال عدد من كبار المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، وتعطيل نظم الدفاع الصاروخي، وضرب منشآت في نطنز وغيرها، ما فاجأ طهران بدقة وكفاءة العملية.

ووصف الخبراء هذه العمليات بأنها حرب هجينة متطورة تجمع بين التجسس الميداني والتكنولوجيا الجوية المتقدمة، وتسليط للضوء على مدى التطور الملحوظ في أساليب الأجهزة الاستخباراتية في الشرق الأوسط.

جاء رد طهران بتعزيز إجراءات الرقابة الأمنية المضادة واعتقال كوادر داخلية يشتبه بصلتها بالموساد، وسط تحذيرات من تداعيات قد تتضمن تصعيد عمليات المقايضة والاغتيال المضاد. وتزامن ذلك إعلاميًا مع عرض صور استخباراتية بهدف إظهار التهديدات الداخلية وانكشاف شبكة الجواسيس الإسرائيلية داخل إيران.

زر الذهاب إلى الأعلى