تؤدي الفيضانات إلى مشاكل صحية يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 7 أشهر بعد حدوثها؛ ما السبب وراء ذلك؟
تُعتبر الفيضانات من أكبر الكوارث الطبيعية التي تترك أثراً واسعاً عند حدوثها، إذ تؤدي إلى العديد من الأزمات، مثل الأضرار التي تتعرض لها الممتلكات والمحاصيل والحيوانات، فضلاً عن فقدان الأرواح البشرية وتداعياتها على الاقتصاد الوطني. كما أن هناك آثار سلبية على القطاع الصحي، حيث تُعرف الفيضانات بنشر الأمراض المعدية والمخاطر الكيميائية والإصابات الأخرى. يُعتبر حوالي 23% من سكان العالم معرضين لخطر الفيضانات، وتزداد حدتها نتيجة لزيادة وتيرة الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب سطح البحر بفعل الاحتباس الحراري. لكن كيف تؤثر هذه الأحداث على الصحة العامة؟
هذا ما تحققت منه مجموعة بحثية من جامعة موناش في أستراليا، حيث اكتشفوا زيادة في حالات الأمراض التي تستدعي دخول المستشفيات بعد حدوث الفيضانات. وقد نشر الباحثون دراستهم في مجلة “نيتشر واتر” في 8 أبريل 2025.
إقرأ أيضاً: حريق متعمد في منزل حاكم ولاية بنسلفانيا
أجرى الباحثون تحليلًا شاملاً اعتُبِر الأكبر من نوعه، حيث قاموا بفحص حالات دخول المستشفيات خلال الفترة من 2010 إلى 2019، متناولين حوالي 300 مليون سجل في 8 دول معرضة للفيضانات. وشملت المناطق التي تمت دراستها: المنطقة الجنوبية من البرازيل، وعلى ضفاف نهر الأمازون، والمنطقة الشرقية من نيو ساوث في أستراليا، وحوض نهر ميكونغ في فيتنام، بالإضافة إلى المنطقة الجنوبية من تايلاند، وكندا، وتشيلي، ونيوزيلندا، وتايوان.
ارتفاع عدد الأمراض! أظهر الباحثون زيادة بنسبة 26% في جميع الحالات المرضية التي تستدعي دخول المستشفى. وهذا يعني أن الوضع الصحي يسوء بسبب الفيضانات، في ظل تزايد وتيرة الفيضانات العالمية نتيجة التغيرات المناخية. وتستمر صحة المجتمعات الأكثر عرضة للفيضانات بالتأثر لمدة تصل إلى 7 أشهر بعد حدوث الفيضان.
لاحظوا الارتفاع في معدلات دخول المستشفيات بسبب العديد من الأمراض المحددة، مثل:
تشير النسب إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل 35%، وأمراض الجهاز التنفسي 30%، والأمراض المعدية 26%، وأمراض الجهاز الهضمي 30%، واضطرابات الصحة العقلية 11%، وداء السكري 61%، والسرطان 34%، واضطرابات الجهاز العصبي 34%، وأمراض الكلى 40%. وقد توصل الباحثون إلى أن الأثر الصحي للفيضانات سيتزايد نتيجة التغيرات المناخية، حيث تساهم الفيضانات في تعزيز انتشار الأمراض وتوفير بيئة ملائمة لنمو الفيروسات والفطريات والبكتيريا ونواقل الأمراض مثل الحشرات والفئران. لذا، من المهم أن يتم تضمين تلك الكوارث في استراتيجيات التكيف.