مجلة لانسيت: عدد شهداء غزة أعلى بكثير من الأرقام الرسمية

تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة لانسيت الطبية إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية قد يكون أكبر بكثير من الرقم الرسمي الذي أعلنته وزارة الصحة في غزة.
حتى الخامس من مايو/أيار الحالي، أفادت وزارة الصحة بأن عدد الشهداء نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وصل إلى 52,615 شخصاً.
على الرغم من أن الحصول على إحصائيات دقيقة يومية لعدد القتلى يعد أمراً غير شائع في النزاعات المسلحة، ولا يوجد مثيل له حتى في حروب كبيرة مثل الحرب في أوكرانيا، إلا أن سلطات غزة واصلت إصدار بيانات مفصلة حول أعداد الشهداء الفلسطينيين.
تذكر الدراسة أنه بالرغم من وجود شكوك بشأن صحة هذه الأرقام، بسبب إمكانية وجود دوافع سياسية لتضخيم خسائر المدنيين، فإن التجارب السابقة تشير إلى أن تقديرات الأمم المتحدة وإسرائيل بعد انتهاء الحروب غالباً ما تتوافق مع التقديرات التي تم إجراؤها خلال فترة الحرب.
وفقًا للرواية الإسرائيلية، فإن وزارة الصحة في غزة لا تفصل بين المدنيين وعناصر المقاومة في تقديراتها لعدد الشهداء. وقد قدرت السلطات الإسرائيلية في يناير/كانون الثاني أن حوالي 20 ألف شهيد هم من أفراد المقاومة الفلسطينية.
قائمة الشهداء
تعتمد وزارة الصحة على قائمتين رئيسيتين لتوثيق أعداد الشهداء: القائمة الأولى تعتمد على معلومات المستشفيات، بينما القائمة الثانية تستند إلى استبيانات إلكترونية تقوم العائلات من خلالها بالإبلاغ عن فقدان أفرادها، بالإضافة إلى بيانات توثق حالات لأشخاص استشهدوا دون معرفة هوياتهم.
استخدم الباحثون منهجًا مختلفًا حيث قاموا بمقارنة ثلاث قواعد بيانات تتعلق بأسماء الشهداء وأعمارهم، وأحيانًا بأرقام هوياتهم. تضمنت اثنتان من هذه القواعد بيانات وزارة الصحة، بينما أعد الباحثون الثالثة باستخدام السجلات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي اشتملت فقط على الأشخاص الذين استشهدوا نتيجة إصابات جسدية.
من خلال دراسة التداخل بين هذه القوائم حتى 30 يونيو/حزيران 2024، توصل الباحثون إلى أن العدد الحقيقي للشهداء قد يتجاوز الأرقام الرسمية بفارق يتراوح بين 46% و107%.
إذا تم تطبيق هذا النطاق على أحدث الأرقام المعلنة، فإن عدد الشهداء قد يتراوح بين 77 ألف و109 آلاف شهيد، مما يمثل حوالي 5٪ من سكان غزة قبل الحرب.
يعترف الباحثون بوجود درجة عالية من عدم اليقين في هذه التقديرات، حيث اكتشفوا أن 3952 شخصًا تم إدراجهم في إحدى القوائم الرسمية ثم تم حذفهم لاحقًا.
من المحتمل أن يكون عدد شهداء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أقل تمثيلاً في البيانات الرسمية، سواء نتيجة لقرار سياسي يهدف إلى تقليل تقديرات الخسائر أو بسبب صعوبة التوثيق، كما يقولون. وبالتالي، قد يكون العدد الفعلي للشهداء أكبر مما هو مدرج في القوائم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أعداد غير معروفة، قد تصل إلى الآلاف، من الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب أسباب غير مباشرة، مثل فشل الرعاية الصحية نتيجة انهيار النظام الصحي في المنطقة، وهو أمر يصعب تقييمه في الوقت الحالي.
تسببت هذه الحرب، التي تُعتبر الأطول والأكثر دموية في تاريخ النزاع الفلسطيني، في تدمير العديد من المؤسسات التي توثق الضحايا، مثل المستشفيات، مما يجعل التوصل إلى إحصاء نهائي دقيق لما حدث أمرًا صعب التحقيق.
منذ 7 أكتوبر 2023، تقوم إسرائيل بحرب إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث تشمل عمليات القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة بذلك النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه العمليات.