دنيا

مقبرة نجمية تتحرك بسرعة صادمة وتحير العلماء

رصد تلسكوب هابل الفضائي جسماً غير مألوف يتحرك في مجرتنا بسرعة تصل إلى 177 ألف كيلومتر في الساعة، مما يخالف جميع التوقعات العلمية بشأن هذه الأجسام الكونية النادرة.

هذا “النجم الزومبي” – كما يسميه العلماء – هو في الحقيقة نوع من النجوم النيوترونية شديدة المغناطيسية يعرف باسم “النجم المغناطيسي” (Magnetar)، ويتميز بخصائص فريدة من نوعها.

يبلغ قطر هذا الجسم الكوني الغريب 20 كيلومترًا فقط، لكنه يحتوي على كتلة تفوق كتلة شمسنا بأكملها، ولديه مجال مغناطيسي هائل يفوق قوة المجال المغناطيسي للأرض بمقدار تريليون مرة.

تجعل هذه الكثافة العالية الجسم يبدو وكأنه “مقبرة نجمية”، حيث يتكون بالكامل من نيوترونات مكدسة بطريقة غير قابلة للتصور، وهي ما تبقى من نجم كبير بعد وفاته.

لكن ما يثير الدهشة بشأن هذا النجم المغناطيسي، الذي يُرمَز له بـ SGR 0501+4516، هو أنه يتعارض مع جميع النظريات السابقة حول كيفية نشوء هذه الكيانات. على عكس معظم الماجنتارات المعروفة التي تتشكل نتيجة انفجارات المستعرات العظمى، يبدو أن هذا النجم الزومبي وُلد بطريقة مختلفة تمامًا، مما يجعله كنزًا علميًا قد يقدم إجابات على بعض من أعظم ألغاز الكون.

وحذر العلماء من أن أي كائن حي يقترب من هذا النجم لمسافة تقل عن 965 كم سيواجه مصيراً محتوماً بالموت، حيث سيؤدي مجاله المغناطيسي القوي إلى تمزيق الذرات داخل الجسم بشكل حرفي. ومع ذلك، فإن هذه القوة التدميرية هي ما يجعل العلماء متحمسين لدراسة هذا النجم، حيث قد تكشف عن أسرار ظواهر كونية غامضة مثل الانفجارات الراديوية السريعة التي أذهلت العلماء لعقود.

يقوم بقيادة فريق البحث العالم آشلي كرايمز، الذي يوضح أن “النجوم المغناطيسية هي نجوم نيوترونية – بقايا نجوم ميتة – تتألف بالكامل من نيوترونات. لكن ما يميزها هو مجالاتها المغناطيسية القوية التي تتجاوز بكثير أقوى المغناطيسات الموجودة على الأرض.”

تقول الدكتورة ناندا ري من معهد علوم الفضاء في برشلونة: “إن معدلات تكون النجوم المغناطيسية والنماذج المتعلقة بتكوينها تعد من بين الأسئلة الأكثر أهمية في فيزياء الفلك عالية الطاقة، ولها تأثيرات على فهم العديد من أقوى الظواهر الكونية”.

هذا الاكتشاف الاستثنائي لا يمنحنا فقط رؤية جديدة لفهم دورة حياة النجوم، لكنه قد يكون أيضًا المفتاح لحل بعض ألغاز الظواهر الكونية الأكثر تطرفًا، مثل انفجارات أشعة غاما والمستعرات العظمى فائقة اللمعان. من خلال تتبع مسار هذا النجم الزومبي الغامض في مجرتنا، يأمل العلماء في إضافة فصل جديد إلى كتاب الكون العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى