نبض الشارع

منظمة ماليزية تنفي ادعاءات مضللة بتقاضي الأردن أموالا مقابل إنزالات غزة

أصدرت منظمة “خوم” الماليزية (بعثة كاريزما للتوعية الإنسانية) بيانًا مهمًا لداعميها والماليزيين، ردت فيه على ما اعتبرته “بيانًا مضللًا وغير دقيق يتم تداوله حاليًا في وسائل الإعلام، خصوصًا من موقع إلكتروني مقره لندن”، يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الأردن.

وأكدت المنظمة في بيانها يوم الجمعة أنها تعاونت بشكل وثيق مع الجهات الأردنية منذ بداية الأزمة، بما في ذلك التنسيق الناجح لعملية الإنزال الجوي الماليزي الأولى والوحيدة إلى غزة التي تمت في أبريل 2024. وأشارت إلى أن هذه المهمة التاريخية شملت 480 صندوقاً من المواد الغذائية، و200 مجموعة من مستلزمات النظافة، بالإضافة إلى 200 علبة من حليب الأطفال.

وأوضحت “خوم” أن هذه المساعدات تم تسليمها رسمياً إلى السلطات الأردنية، حيث ساهم سلاح الجو الملكي الأردني في تسهيل عملية إنزال صناديق الطعام جواً، في حين تم توصيل مجموعات النظافة وحليب الأطفال عبر الطرق البرية.

تناولت المنظمة بشكل مباشر الشائعة التي تُفيد بأن الحكومة الأردنية تستفيد مالياً من عمليات الإغاثة، مشددة على أن هذا الادعاء “مضلل”. وفي توضيحها، ذكرت “خوم” في بيانها: “لم يحصل الأردن على أي رسوم من منظمة KHOM مقابل عمليات الإنزال الجوي. وبالفعل، تم تمويل مهمة الإنزال الجوي تمامًا من قبل السلطات الأردنية، ونعرب عن شكرنا لدعمها السخي وتعاونها.”

فيما يخص عمليات التسليم عبر الطرق البرية، التي استأنفتها المنظمة كما فعلت منظمات غير حكومية أخرى بمجرد أن أصبحت الطرق المؤدية إلى غزة قابلة للاستخدام عبر الأردن، أوضحت “خوم” أن هذه العمليات تتطلب تكاليف إدارية ولوجستية ضرورية. تشمل هذه التكاليف استئجار مقطورات وشاحنات، الوقود، تنسيق وتخليص المعابر، دعم عمال الإغاثة والسائقين، التخزين المؤقت في المستودعات، بالإضافة إلى السلامة وإدارة المخاطر أثناء العمليات في مناطق النزاع.

أكدت المنظمة أن “هذه الرسوم ليست رسومًا ربحية تفرضها السلطات الأردنية، بل تمثل التكاليف التشغيلية الفعلية التي تتحملها المنظمات غير الحكومية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. فمن المستحيل أن تسير شاحنات المساعدات بدون وقود وسائقين وتأمين الوصول.”

في نقطة هامة تتعلق بمسؤولية إيصال المساعدات، أشارت المنظمة إلى أن مسؤولية “خوم” تنتهي عند تجهيز صناديق المساعدات وتعبئتها وتسليمها رسميًا إلى الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية. ومن تلك اللحظة فصاعدًا، تتحمل القوات المسلحة الأردنية والجهات المعنية المسؤولية الكاملة عن تحميل ونقل وتسليم المساعدات إلى غزة.

حثت “خوم” الجمهور على أن يكونوا حذرين عند التعامل مع هذه الشائعات، مشددة على أن نشر معلومات غير صحيحة يعرقل الجهود المستمرة التي تبذلها المنظمات غير الحكومية والحكومات والمتطوعون الذين يعملون بلا كلل لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى إحدى أكثر مناطق النزاع صعوبة في العالم.

أنهت منظمة KHOM بيانها بالتأكيد على دعمها التام لشركائها في الأردن، والتزامها بالشفافية والمساءلة في جميع أنشطتها، معبرة عن تقديرها لدعم وثقة المتعاونين والداعمين المستمرين.

البيان تم إصداره باسم KHOM، وتم التوقيع عليه من قبل نيك مارينا حسين، رئيسة منظمة KHOM ومديرة البعثة.

عبّرت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية عن استنكارها ورفضها لنشر موقع يُدار من لندن لمواد مضللة تتضمن أكاذيب وافتراءات حول الجهود الإنسانية والإغاثية الأردنية التي تم بذلها منذ أواخر عام 2023 لدعم أهالي قطاع غزة.

أفاد المكتب الإعلامي للهيئة في بيان يوم الخميس أن الموقع الإخباري الذي ي publishes مواد باللغة الإنجليزية طلب في نهاية دوام الخميس من الهيئة الرد على أسئلة كانت متحيزة وموجهة وتحتوي على اتهامات، مستندة إلى ما وصفه بأنه “ادعاءات” يتطلب الرد عليها.

أوضح أن الموقع طلب الإجابة على تلك الأسئلة خلال ثلاث ساعات، مما يشير إلى وجود نية مسبقة لنشر هذه المادة دون أي رد بهدف تشويه صورة الأردن والإساءة لدوره. وكان الهدف من سؤال الهيئة هو إظهار القارئ أن لديه حياداً ونزاهة وموضوعية، في حين أن القائمين على الموقع يدركون أن مثل هذه الأسئلة تتطلب وقتاً للتحضير لضمان الدقة والشفافية والوضوح، لأن الأسئلة كانت مفتوحة واتهامية تجاه عمل إغاثي متعدد الوسائل، ولا يمكن فصل أي عمل عن سياقه وتضليل القراء بمعلومات غير صحيحة.

أفاد المكتب الإعلامي بأن التبرعات التي تم تقديمها للهيئة كانت تصل إلى الأسر في قطاع غزة دون أن يتم المساس بأي جزء منها، ولم تُخصم منها أي نفقات أو أجور.

بالنسبة للتكاليف المالية، ذكر المكتب الإعلامي أن الأردن تكفل بتكاليف القوافل البرية والإنزالات الجوية والجسر الجوي والطائرات المرسلة عبر العريش، وذلك قبل أن تطلب العديد من الدول والمنظمات المشاركة في هذه الجهود الإنسانية.

وفيما يخص التكاليف المتعلقة بالإنزالات الجوية، أشار المكتب الإعلامي إلى أن الأردن قد تكفل بكافة التكاليف المالية المتعلقة بالإنزالات الجوية الأردنية البحتة التي بلغت (125 إنزالاً)، بينما تحملت دول شقيقة وصديقة التكاليف الخاصة بالإنزالات الجوية التي طلبت المشاركة فيها والتي وصلت إلى (266). وكانت هذه الأرقام تُعلن بعد كل عملية إنزال جوي يتم تحديد الدول المشاركة فيها.

أفاد المكتب الإعلامي للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بأن تكاليف عمليات الإنزال الجوي كانت أعلى مما ذكره الموقع الإخباري، حيث كانت تكلفة عملية الإنزال الجوي للإسقاط الحر حوالي 210 آلاف دولار، بينما تصل تكلفة الإنزال الجوي الموجه (GPS) إلى 450 ألف دولار. وأوضح أن المعلومات المتعلقة بهذه التكاليف موثقة بدقة لدى الدول والمنظمات الدولية التي ساهمت في العملية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى