من هم يأجوج ومأجوج؟

يعدّ يأجوج ومأجوج تعتبر هاتان الشخصيتان من أكثر الشخصيات غموضاً في التاريخ الإسلامي، وقد ذُكرا في القرآن الكريم والأحاديث النبوية. تحظى هذين الاسمين بمكانة مميزة في العقيدة الإسلامية، حيث يرتبطان بمؤشرات نهاية الزمن وظهور أحداث هامة في المستقبل.
أين ورد ذكرهم في القرآن الكريم؟
ورد ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم في سورة الكهف، يطرح القرآن موضوعًا يتعلق بـذو القرنين ملك عادل وقوي وصل إلى منطقة بين جبلين، فوجد أناسًا لا يكادون يفهمون لغة الكلام. كان هؤلاء الناس يعانون من فساد وفتنة تؤدي إلى…يأجوج ومأجوج، فتوجهوا إلى ذو القرنين طلبوا منه المساعدة لوقف هذه الفتنة، فتجاوب معهم ذو القرنين وشرع في بناء سد عظيم بين الجبلين لمنعها.يأجوج ومأجوج من الخروج. وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز:”قال: هذه نعمة من ربي، وعندما يأتي وعد ربي، سيجعله مدمّراً، وكان وعد ربي حقاً.” (الآية 98). يظهر من هذه الآيات أن يأجوج ومأجوجهم أناس فاسدون، وقد عوقبوا خلف هذا السد لمنع فسادهم في الأرض حتى يحين وقت خروجهم في نهاية الزمان.
من هم يأجوج ومأجوج؟
في التفسير الإسلامي، يعتبر يأجوج ومأجوجكانت هناك قبائل بشرية قديمة على الأرض وكانوا معروفين بالفساد والإفساد. ومن أبرز التفسيرات التي قدمها علماء المسلمين:
- يأجوج ومأجوج كقبائل بشرية: يعتقد العديد من المفسرين أن يأجوج ومأجوج هما قبيلتان من نسل آدم عليه السلام، عاشوا في فترة سابقة على زمن ذو القرنينلقد كانت لهم سمعة في الفساد في الأرض وإفساد المجتمعات، مما دفع ذو القرنين إلى إنشاء السد العظيم ليحمينا منهم.
- خروجهم في آخر الزمان: وفقًا للأحاديث النبوية، فإن يأجوج ومأجوج سيظهرون في آخر الزمان ليعيثوا فسادًا في الأرض، ويعتبر ظهورهم من أكبر العلامات التي تدل على قرب.قيام الساعة وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث عن الخطر الذي سيشكلونه على الإنسانية في تلك الفترة.
الأحداث المرتبطة بيأجوج ومأجوج
تتحدث الأحاديث النبوية الشريفة عن يأجوج ومأجوج في زمن النهاية، يُقال إنهم سيخرجون من السد الذي أنشأه ذو القرنين. سيكون لديهم قوة هائلة وسرعة انتشار كبيرة، وسيتحركون في جميع الاتجاهات، مما يتسبب في دمار واسع. في ذلك الحين، سيقوم المؤمنون بالدعاء إلى الله لينقذهم من شرهم، فيرسل الله عليهم كائنًا يقضي عليهم، مما يعيد الهدوء إلى الأرض.
في حديث نبوي آخر، ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يأجوج ومأجوج يواصلون الحفر في السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، يقولون: ارجعوا فسنواصل الحفر غدًا، ثم يعودون في اليوم التالي. وعندما يصلون إلى المرحلة النهائية يقولون: ارجعوا فسنحفره غدًا إن شاء الله. وعند عودتهم يجدونه كما كان.” وهذا يدل على أنهم سيستمرون في محاولاتهم حتى يحين الوقت الذي يظهرون فيه، مما يشير إلى أن هذا الحدث سيكون من أعظم الأحداث في نهاية الزمان.
متى سيخرجون؟
ذكر العديد من العلماء أن يأجوج ومأجوج لن يخرجوا إلا عندما يقترب موعد نهاية الزمان، وهذا يتوافق مع ما ورد في العديد من الأحاديث النبوية التي تصفهم كجزء من حدوث أحداث نهاية العالم. ويُعتقد أن هذا الحدث سيكون من ضمن العلامات الكبرى ليوم القيامة، بالإضافة إلى خروج.الدجال وظهور المهدي المنتظر.
في الختام
تظل قصة يأجوج ومأجوج تُعدّ من القصص المثيرة للاهتمام في التاريخ الإسلامي، والتي يوليها الكثير من العلماء والمفسرين اهتماماً خاصاً. من خلال القرآن الكريم والأحاديث النبوية، تُظهر هذه الشخصيات كأحد التهديدات الجسيمة التي ستواجه البشرية في نهاية الزمان، حيث ينتظر المسلمون ظهورها كواحدة من علامات الساعة الكبرى. ورغم أن العديد من التفاصيل حولها لا تزال غامضة، يبقى الحديث عنها مُرسخًا في الذاكرة الإسلامية كجزء من الأحداث العظيمة التي ستؤثر في مجرى التاريخ البشري.
المصادر:
- القرآن الكريم ، سورة الكهف، الآية 97-99.
- صحيح مسلم حديث رقم 2937: حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق بالحفريات.يأجوج ومأجوج.
- صحيح البخاري ، حديث رقم 7110: حديث عن خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان.