هل تعلم لماذا نشعر بأن الوقت يمر أسرع مع التقدم في العمر؟

كلما كبرنا، نشعر أن السنوات تمر أسرع… كأن أيام الطفولة كانت طويلة، والعطلات كانت لا تنتهي، أما اليوم فتمر الأسابيع كأنها دقائق.
فما السر؟ ولماذا نشعر بهذا الشعور الغريب كلما تقدم بنا العمر؟
أولًا: هل هذا الشعور حقيقي؟
نعم… لكن ليس لأن الوقت فعليًا يتسارع، بل لأن طريقة إدراكنا للوقت تتغير مع العمر.
الزمن نفسه لم يتغير، لكن “عقلك” هو من يرى الساعة بشكل مختلف!
مقارنة بين الطفل والبالغ:
- الطفل يرى الصيف وكأنه يمتد للأبد.
- البالغ يقول: “هل انتهى الصيف بالفعل؟!”
السبب في ذلك هو أن الطفل يعيش تجارب جديدة يوميًا، أما البالغ فيعيش روتينًا مكررًا، فيشعر أن الوقت يمر بسرعة.
🧠 الأسباب العلمية وراء تسارع الوقت مع التقدم في العمر:
1. النسبة الزمنية
عندما يكون عمرك 5 سنوات، فإن سنة واحدة تساوي 20% من عمرك!
لكن عندما يكون عمرك 40 سنة، فإن السنة تساوي فقط 2.5%…
كلما كبرت، صغرت “نسبة السنة” في حياتك، فشعرت بأنها تمر أسرع.
2. قلة التجارب الجديدة
العقل يُخزن الذكريات بشكل أعمق عندما نمر بتجارب غير معتادة.
لذلك:
- عطلة جديدة = ذاكرة قوية = شعور بزمن طويل.
- روتين ممل يومي = لا ذكريات مميزة = شعور بمرور الوقت بسرعة.
3. الروتين اليومي
العمل، القيادة، المهام المتكررة… تجعل الأيام تتشابه.
وعندما تتشابه الأيام، لا يحتفظ الدماغ بكثير من التفاصيل… فنشعر بأن الزمن اختفى فجأة!
4. الدماغ يصبح أكثر كفاءة
مع التقدم في العمر، الدماغ يعالج المعلومات أسرع ويقلل الانتباه للتفاصيل، مما يُشعرنا بأن اليوم مرّ “بغمضة عين”.
كيف تبطئ شعورك بمرور الوقت؟
1. جرب شيئًا جديدًا أسبوعيًا
- تعلم مهارة.
- اذهب إلى مكان جديد.
- اكسر الروتين بأي طريقة.
2. راقب التفاصيل الصغيرة
- استمتع بوجبتك.
- ركّز على وجوه الناس.
- اكتب يومياتك.
3. مارس التأمل أو “الوعي الكامل” (Mindfulness)
يساعدك على عيش اللحظة بدلًا من الجري المستمر نحو المستقبل.
الخلاصة:
الوقت لا يسرع… نحن فقط نتوقف عن ملاحظته كما كنا نفعل في صغرنا.
إذا أردت أن “تبطيء” الزمن، عش كأنك طفل… لا تخف من التغيير والتجربة.