في تطور مثير للقلق، اختفت وثائق سرية بالغة الأهمية تتعلق باستكشافات ناسا للقمر بشكل غامض من قاعدة بيانات مجموعة تحليل استكشاف القمر (LEAG)، ولم يقتصر الأمر على اختفاء ملف واحد فقط، بل تضمن ذلك تقريرًا رئيسيًا أعدّه خبراء القمر في عام 2023، والذي كان يوصي باستبدال مركبة الاستطلاع القمري (LRO) التي أُطلقت عام 2009 لدعم برنامج أرتميس، المفاجأة الأكبر هي أن هذه الوثائق لم تعد متاحة على موقع ناسا الإلكتروني، حيث تظهر رسالة “خطأ 404 – غير موجود”.
ما الذي اختفى بالضبط؟
ووفقا لموقع unionrayo، لم تكن الوثيقة المتعلقة بمركبة الاستطلاع القمري هي الوحيدة التي اختفت، بل شمل ذلك أيضًا القائمة الرئيسية للتقارير السنوية لمجموعة LEAG، بالإضافة إلى الأرشيف الكامل لمجموعة تحليل المواد خارج الأرض (ExMAG)، وهو أمر بالغ الأهمية لدراسة العينات المأخوذة من نظامنا الشمسي. هذا الاختفاء أثار تساؤلات عديدة: هل تخفي ناسا معلومات معينة عن الجمهور؟ وما الذي يجري خلف الكواليس؟
هل الأمر سياسي أم تقني؟
في البداية، تم التكهن بأن الاختفاء قد يكون نتيجة لهجوم إلكتروني أو خلل تقني، لكن الأدلة تشير إلى أن القرار قد يكون سياسيًا. وفقًا لتقارير، فرضت الإدارة الرئاسية الجديدة قيودًا على أنشطة مجموعات البحث التابعة لناسا، بما في ذلك حظر الاجتماعات والتعاون ونشر بعض الوثائق العلمية. كما تم توجيه فرق البحث إلى وقف أنشطتها مؤقتًا، مما أثار مخاوف من تقييد حرية البحث العلمي.
برنامج أرتميس: ما الهدف منه؟
برنامج أرتميس هو أحد أهم مبادرات ناسا، ويهدف إلى إعادة البشر إلى القمر وإنشاء قاعدة مستدامة هناك كخطوة تمهيدية لاستكشاف المريخ. بدأت المهمة الأولى، أرتميس 1، في عام 2022 كرحلة تجريبية غير مأهولة، بينما من المقرر أن تحمل أرتميس 2 طاقمًا في رحلة حول القمر، وتخطط أرتميس 3 لهبوط رواد فضاء على القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2026.
تأثيرات سلبية على الشفافية العلمية
هذا التعتيم المفاجئ أثار استياء المجتمع العلمي، حيث وقّع أكثر من 500 باحث على رسالة احتجاج موجهة إلى ناسا والكونغرس، مطالبين بإعادة الوثائق المفقودة ورفع القيود المفروضة على البحث العلمي. يرى العلماء أن هذا الإجراء يمثل انتكاسة للشفافية العلمية، ويعيق التقدم في فهمنا للكون والكواكب الأخرى.
مستقبل مظلم؟
اختفاء هذه الوثائق ليس مجرد إجراء بيروقراطي، بل قد يكون مؤشرًا على اتجاه أوسع نحو تقييد المعلومات العلمية. هل تخفي ناسا اكتشافات مهمة لا تريد مشاركتها مع العالم؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى وراء هذا التعتيم؟ في ظل هذه التطورات، يبدو أن مستقبل استكشاف الفضاء والشفافية العلمية يواجه تحديات كبيرة.