إدارة ترامب تقر باحتجاز ناشط فلسطيني دون أمر قضائي

أقرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إدارة الجمارك والهجرة اعتقلت الناشط الفلسطيني محمود خليل بالرغم من عدم وجود مذكرة توقيف بحقه.
وفقا لما أفادت به وكالة “أسوشيتد برس” يوم الخميس، قدم محامٍ من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية ملفًا جديدًا إلى المحكمة للدفاع عن محامي خليل، الذي تم اعتقاله بسبب قيادته لاحتجاجات مؤيدة لفلسطين.
وبحسب الوثيقة، ذكرت السلطات الأمريكية في 8 مارس/آذار أنه يمكن ترحيل خليل من البلاد بسبب أن “وجوده أو تصرفاته قد تسبب نتائج سلبية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة”.
ذكر في الملف أن مسؤولين قدّموا أنفسهم لخليل وزوجته نور عبد الله، حيث قام الزوجان بعرض وثائق تثبت حصولهما على إقامة.
في وقت لاحق، طلب المسؤولون من خليل “التعاون” خلال عملية التحقق من هويته، ولكنه رفض ذلك وأخبرهم برغبته في مغادرة الموقع.
ذكر الملف أن المسؤولين “كانوا يعتقدون أنه قد يهرب من البلاد وأن اعتقاله أصبح ضرورياً”، ولهذا السبب تم اعتقال الناشط الفلسطيني دون “إصدار مذكرة توقيف”.
وأشار إلى أنهم قاموا بنقل الناشط الفلسطيني أولاً إلى مكتب دائرة الهجرة والجمارك في نيويورك، حيث تم إبلاغه بقرار الاعتقال.
بدوره، صرح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في بيان له أن الادعاءات بأن خليل “امتنع عن التعاون واعتزم الهروب” غير صحيحة، وأن مقاطع الفيديو والسجلات المتعلقة بالحادث تتعارض مع ما ورد في الملف.
أما محامي خليل، مارك فان دير هوت، فقد ذكر أن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا خليل خلال الحادث بوجود مذكرة توقيف ضده، لكنهم اكتشفوا لاحقاً من خلال الملف الذي قدمته الحكومة أن هذا الأمر لم يحدث في الحقيقة.
قال فان دير هوت إنهم كانوا مصدومين من تصريح الحكومة، وأكد: “هذا تصرف مرفوض من وزارة الأمن الداخلي ويجب إنهاء هذه الإجراءات بناءً على القانون”.
في 8 مارس، قامت السلطات الأمريكية باعتقال محمود خليل، الذي قاد مظاهرات تأييد في جامعة كولومبيا العام الماضي، احتجاجًا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
ابتداءً من مارس، قامت الولايات المتحدة بإلغاء تأشيرات الوضع القانوني لأكثر من ألف طالب، وتقدم العديد من الطلاب بدعاوى قضائية ضد إدارة ترامب نتيجة لإلغاء تأشيراتهم، وقد صدرت أوامر مؤقتة لإعادة الوضع القانوني لعدد قليل من هؤلاء الطلاب.
انتشرت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي انطلقت من جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة في جميع أنحاء البلاد، وقد اعتقلت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
بدعم كامل من الولايات المتحدة، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.