دنيا

تعرف على البطارية المعجزة تُشحن في أقل من 10 دقائق

يشهد سوق السيارات الكهربائية تطورًا سريعًا، حيث أصبحت فكرة شحن بطارية السيارة بالكامل خلال وقت قصير، كفترة تصفح فيسبوك، حقيقة وليست مجرد خيال، بل إن التكنولوجيا الحديثة تسمح بالقيادة لمسافات طويلة دون الحاجة إلى التوقف المتكرر للشحن، هذا ليس حلمًا بعيد المنال، بل واقع بدأت الصين في تحقيقه.

تخيل أنك تدخل محطة شحن، توصل سيارتك بالكهرباء، وخلال الوقت الذي تقضيه في تفقد رسائل هاتفك، تكون سيارتك جاهزة لقطع مئات الكيلومترات! هذا ليس خيالًا علميًا، بل إنجاز حققته الصين مؤخرًا.

فقد طورت الشركة الصينية العملاقة “CATL” بطارية جديدة أطلقت عليها اسم “Shenxing Plus”، تعد بشحن كامل في أقل من 10 دقائق، مع توفير مدى يصل إلى 965 كيلومترًا (600 ميل)، هذا الاختراع يُعد نقلة نوعية في عالم السيارات الكهربائية.

ما الذي يجعل هذه البطارية مميزة؟

يعتمد هذا الابتكار على تقنية كيمياء فوسفات الحديد الليثيوم (LFP)، التي تسمح بتحسين كثافة الطاقة دون زيادة حجم أو وزن البطارية، كما قامت الشركة بتطوير تصميم البطارية للتخلص من المساحات الميتة داخلها، مما يزيد من كمية الطاقة المخزنة. هذا يشبه إضافة المزيد من الوقود إلى خزان بنفس الحجم، ولكن في نسخة كهربائية.

وأشادت وكالة الطاقة الدولية بهذا التطور، خاصة أن معظم السيارات الكهربائية الحالية توفر مدى يصل إلى 400 كيلومتر فقط دون إعادة الشحن. وبالتالي، تُعد بطارية “Shenxing Plus” ثورة حقيقية في هذا المجال.

ما الفرق بينها وبين البطاريات الأخرى؟

تتميز هذه البطارية بقدرتها على الشحن فائق السرعة، حيث يمكنها الوصول إلى 80% من سعتها في أقل من 10 دقائق، بالإضافة إلى ذلك، فإن معدل تلفها أبطأ مقارنة بالبطاريات التقليدية، ما يعني أنها ستستمر لفترة أطول دون الحاجة إلى استبدالها بشكل متكرر.

من يقود سوق السيارات الكهربائية؟

هذا التقدم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة سنوات من الاستثمار والتطوير في قطاع السيارات الكهربائية في الصين، حيث تهيمن الصين على إنتاج المعادن الأساسية المستخدمة في تصنيع البطاريات، مثل الليثيوم والنيكل والجرافيت، ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تأتي أكثر من 90% من الجرافيت و77% من المعادن النادرة المستخدمة في البطاريات من الصين.

هذا السيطرة على المواد الخام جعلت الصين أكبر منتج للسيارات الكهربائية في العالم. وتشير الإحصائيات إلى أن 60% من السيارات الكهربائية التي سيتم مستقبلاً ستكون في السوق الصينية.

ماذا عن المستقبل؟

على الرغم من أن هذه البطارية لم تدخل مرحلة التسويق الكامل بعد، إلا أن إمكاناتها تُظهر أن قطاع السيارات الكهربائية يسير بخطى سريعة نحو تجاوز سوق السيارات التقليدية. الطريق نحو المستقبل الكهربائي قد بدأ، وعلى الأسواق العالمية التكيف مع هذه التطورات حتى لا تتخلف عن الركب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى