رفع راية حمراء على مسجد جمكران.. ما الذي يعنيه ذلك لإيران والعالم؟

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، من بينها وكالة “فارس” للأنباء، أنه تم رفع راية الانتقام الحمراء على قبة مسجد جمكران في قم، الواقعة جنوب العاصمة الإيرانية “طهران”، وهي راية ترمز إلى المطالبة بالثأر لضحايا القادة العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت “طهران” ومناطق أخرى في إيران في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة.
“مسجد جمكران” بحسب شبكة “روسيا اليوم” الإخبارية الروسية، يُعتبر من المساجد الرئيسية والمهمة في إيران، ويقع في قرية جمكران بالقرب من مدينة قم المقدسة. ويُنظر إلى المسجد، وفقاً لوسائل الإعلام، على أنه يحمل أهمية خاصة لدى الإيرانيين، حيث إنه يُعد من أقدم المساجد في المنطقة وله معاني دينية مميزة بالنسبة لهم.
ذكر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي، أن جميع أنشطة الحرس الثوري والقوات المسلحة تسير بشكل جيد، وأن القدرات الكبيرة للحرس جاهزة للقيام برد فعل مناسب، حسبما أفادت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء.
الراية الحمراء مكتوب عليها “يا لثارات الحسين”.
وفقاً لشبكة “يورو نيوز” الأوروبية، من المعروف أن الراية الحمراء تحمل العبارة التالية: “يا لثارات الحسين”، وتعود تاريخياً إلى فترة التوابين الذين تمردوا عقب قتل الإمام الحسين. كما أن رفع راية الثأر في التراث الإيراني يُعتبر بمثابة “إعلان حرب”.
أفادت “يورو نيوز” بأن الراية الحمراء تعتبر أيضا دعوة للانتقام من الذين قُتلوا ظلماً. من جانبها، ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية أن رفع الراية الحمراء فوق المآذن هو تقليد شعبي في إيران يُعبر عن الحزن لفقدان شخصية أو مجموعة معينة، ولا تُرفع هذه الأعلام إلا بعد تحقيق الثأر إذا كان المجني عليه قُتِل.

في 31 يوليو من العام 2024 الماضي، شهد “مسجد جمكران”، مقر أنصار “المهدي المنتظر”، رفع الراية الحمراء المعروفة بـ “راية الثأر” على قبة المسجد، وذلك ردًا على اغتيال إسرائيل لزعيم المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية.
رفع الراية الحمراء للمرة الأولى
رفعت الراية الحمراء فوق مسجد جمكران بالقرب من قم للمرة الأولى في تاريخ إيران، في اليوم الثاني بعد اغتيال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في 4 يناير 2020. ويُعتقد أن رفع الراية الحمراء فوق المسجد يُعزز من فكرة أن الثأر أصبح قضية تخص الجميع.
قبل الإسلام، كانت الراية الحمراء تُرفع فوق قبر القتيل وتظل مرفوعة حتى يتم أخذ الثأر. وفيما بعد، ارتبط رفع الراية الحمراء بمقتل الإمام الحسين، ولا تزال تُرفع الرايات الحمراء اليوم فوق مرقده في كربلاء.