ستاندرد تشارترد يواجه دعوى قضائية بـ2.7 مليار دولار
رفع مصفون يحاولون استعادة أموال من صندوق الثروة السيادية الماليزي (1.إم.دي.بي) دعوى قضائية ضد بنك ستاندرد تشارترد في سنغافورة، زاعمين أنه مكن من الاحتيال الذي أدى إلى خسائر مالية تجاوزت 2.7 مليار دولار قبل أكثر من عشر سنوات.
وقالت الشركة يوم الثلاثاء إنها ترفض هذه الادعاءات بشكل قاطع. وتعد هذه الخطوة الأحدث في إطار جهود واسعة النطاق لاستعادة الأموال المملوكة لصندوق التنمية الماليزي (1MDB) ، والذي يقول المحققون الأميركيون إن نحو 4.5 مليار دولار سُرقت منه بين عامي 2009 و2014 في مخطط معقد امتد على مستوى العالم.
انخفضت أسهم ستاندرد تشارترد يوم الثلاثاء وانخفضت بنسبة 2.7٪ بحلول الساعة 1110 بتوقيت جرينتش، مقابل انخفاض بنسبة 0.3٪ في مؤشر فوتسي 100 في لندن.
وقالت السلطات الماليزية في وقت سابق إن هناك مليارات الدولارات الأخرى التي لم يتم تحديد مصيرها.وقال المصفون من شركة الخدمات المالية كرول، التي رفعت الدعوى القضائية في المحكمة العليا في سنغافورة، في بيان يوم الاثنين إنهم يسعون إلى تحميل ستاندرد تشارترد المسؤولية عن دوره في تمكين ارتكاب عمليات احتيال ضد صندوق 1 إم.دي.بي.وتقول ثلاث شركات في طور التصفية مرتبطة بصندوق 1MDB إن بنك ستاندرد تشارترد سمح بأكثر من 100 تحويل داخل البنك بين عامي 2009 و2013 مما ساعد في إخفاء تدفق الأموال المسروقة.
إقرأ أيضاً باركليز يعيد هيكلة قيادة الخدمات المصرفية الاستثمارية في آسيا والمحيط الهادئ
كما يزعمون أن البنك اختار تجاهل العلامات الحمراء الواضحة فيما يتعلق بنقل الأموال، مما أدى إلى الخسائر، حسبما قال المصفون.وقال المصفون “بحسب هذه الدعوى، فإن التحويلات تثبت وجود انتهاكات خطيرة وفشل في التحكم مما سمح في نهاية المطاف بسرقة الأموال العامة من قبل أشخاص يعملون على أعلى مستويات الحكومة الماليزية خلال تلك الفترة”.وقال بنك ستاندرد تشارترد إنه لم يتلق بعد الوثائق القانونية اللازمة.
وقال بنك ستاندرد تشارترد في بيان لرويترز “أي مطالبات من جانب هذه الشركات لا أساس لها من الصحة وسوف يدافع ستاندرد تشارترد بقوة عن أي دعوى قضائية يرفعها المصفون.”وأضافت أن المصفيين كانوا قد صرحوا علنًا سابقًا بأن الشركات المعنية هي شركات وهمية ليس لها أعمال مشروعة، وأنها مرتبطة بالعقل المدبر المزعوم لصندوق التنمية الماليزي 1MDB والهارب لو تايك جو، المعروف أيضًا باسم جو لو.
وقد نفى لو باستمرار ارتكاب أي مخالفات.وقال المصفون إن الأموال التي تدفقت عبر حسابات ستاندرد تشارترد شملت تحويلات إلى الحساب المصرفي الشخصي لرئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة ست سنوات بعد إدانته بالفساد المرتبط بصندوق 1MDB.
وقال المصفون إن تحويلات الأموال شملت أيضا مدفوعات تجارية وشراء مجوهرات وسلع فاخرة لزوجة نجيب وابن زوجته.ونفى نجيب وأفراد أسرته باستمرار ارتكاب أي مخالفات.ورحب مجلس إدارة صندوق 1MDB بالخطوة التي اتخذها المصفون المعينون من قبل المحكمة.وقال متحدث باسم المجلس “إن الشعب الماليزي كان الضحية الحقيقية لهذا الاحتيال العالمي، وجميع الأطراف عازمة على محاسبة كل من ساهم في هذه العملية – بما في ذلك المؤسسات المالية التي فشلت في أداء واجباتها الأساسية من اليقظة والمسؤولية”.
بدأت ست دول على الأقل، بما في ذلك سنغافورة وسويسرا، تحقيقات في تعاملات صندوق 1MDB في تحقيق عالمي تورط فيه مسؤولون مصرفيون ومسؤولون رفيعو المستوى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نجيب والمديرون
وقالت ماليزيا العام الماضي إنها استعادت ما مجموعه 29 مليار رينغيت ماليزي (6.92 مليار دولار) من أصول صندوق 1 إم.دي.بي في الفترة من 2019 إلى فبراير/شباط 2024.في عام 2016، فرض البنك المركزي السنغافوري عقوبات بقيمة 5.2 مليون دولار سنغافوري على الوحدة المحلية لبنك ستاندرد تشارترد بسبب انتهاكات غسل الأموال المتعلقة بفضيحة 1MDB.
قالت سلطة النقد في سنغافورة إن تحقيقاتها مع بنك ستاندرد تشارترد كشفت عن “ثغرات كبيرة في إجراءات العناية الواجبة بالعملاء التي يطبقها البنك وضوابط المراقبة المستمرة” لكنها لم تجد “سوء سلوك متعمد”.
وأدت أنباء الدعوى القضائية، الثلاثاء، إلى إضعاف سعر سهم ستاندرد تشارترد.وقال مات بريتزمان، كبير محللي الأسهم في هارجريفز لانسداون: “في حين أنه من الصعب قياس نتيجة الدعوى القضائية، فإن الضربة المحتملة – حوالي 7٪ من القيمة السوقية – من المرجح أن تكون كافية للتأثير على الأسهم في الأمد القريب”.
ويواجه بنك ستاندرد تشارترد دعوى قضائية منفصلة بقيمة 1.9 مليار دولار في لندن بسبب مزاعم بأن البنك انتهك العقوبات الأميركية ضد إيران على نطاق أوسع مما اعترف به في السابق.(1 دولار = 4.1910 رينغيت).
