نبض الشارع

هل يجب أن أصبح مثاليًا بعد إسلامي؟ (رسالة للمسلم الجديد)

بعد نطق الشهادتين، يشعر المسلم الجديد برغبة قوية أن يكون “كاملاً”. يريد أن يصلي في وقتها، ويحفظ القرآن كله، ويتجنب كل خطأ مهما كان صغيرًا. لكن مع الوقت، تبدأ الأخطاء، وتبدأ مشاعر الإحباط:

“لماذا ما زلت أرتكب الذنوب؟”

“هل أنا منافق؟”

“هل الله سيغفر لي وأنا أتكرر في الخطأ؟”

إذا شعرت بهذا، فأنت طبيعي تمامًا. لأن الإسلام لا يطلب منك أن تكون مثاليًا، بل أن تكون صادقًا في محاولتك.

هل يطلب الله مني الكمال؟

لا. الله لا يطلب الكمال، بل يطلب الإخلاص.

النبي محمد ﷺ قال:

“كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.

يعني: الخطأ جزء من طبيعتنا كبشر، لكن الأفضل هو من يرجع إلى الله بعد الخطأ.

إقرأ أيضاً: هل يقبل الله أعمالي رغم ماضيّ قبل الإسلام؟ (رجاء وطمأنينة للمسلم الجديد)

لماذا أشعر بالفشل بعد الإسلام؟

لأنك تحب الله، وتريد أن تكون عند حسن ظنه. وهذا شعور جميل، لكنه لا يجب أن يتحول إلى جلد للذات.

الإسلام لا يريدك أن تشعر بأنك عاجز، بل أن تحاول وتُخطئ وتقوم، وتستمر.

هل كل المسلمين مثاليون؟

لا. كثير من المسلمين يُخطئون، بعضهم يصلي ثم يضعف، بعضهم ينسى، بعضهم يتردد.

الإسلام لا يطلب منافسة الآخرين، بل أن تكون أنت أفضل من نفسك السابقة.

ماذا أفعل عندما أضعف؟

  1. استغفر الله فورًا.
  2. صلّ ولو ركعتين.
  3. لا تستسلم.
  4. لا تقل “أنا غير صالح”، بل قل: “أنا في طريق الصلاح”.

كيف أقيّم نفسي؟

  • هل أنت تحاول؟ ✔️
  • هل قلبك متصل بالله؟ ✔️
  • هل تتوب إذا أخطأت؟ ✔️

هذه علامات صدق، وليس عليك أن تكون بلا عيوب.

قصة من الواقع:

“كنت أظن أنني بعد الإسلام سأصبح شخصًا نقيًا لا يخطئ. لكن بعد أسابيع، بدأت أشعر أني كما أنا… ما زلت أضعف، أغضب، أنسى. حزنت كثيرًا. لكن عندما قرأت سيرة الصحابة، رأيت أنهم أيضًا أخطأوا، وتابوا، واستمروا. اليوم، لا أبحث عن الكمال، بل عن الاستمرار.”

هل الله يمل من توبتي المتكررة؟

أبدًا.

الله يحبك أن تعود إليه، ولو ألف مرة. في الحديث:

“أذنب عبد ذنبًا، فقال: يا رب، اغفر لي… فعاد، فأذنب… فقال الله: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب… فليفعل عبدي ما شاء، فقد غفرت له”.

(المقصود: ما دام يعود إلى الله، يغفر له الله برحمته الواسعة)

خطوات للثبات بدون ضغط:

  1. اجعل لنفسك وردًا يوميًا بسيطًا: آية، دعاء، ركعتين.
  2. لا تقارن نفسك بمن سبقك.
  3. تحدث إلى الله بلغتك، كما تتحدث مع أعز صديق.
  4. تذكّر: الإسلام ليس سباقًا، بل طريق طويل.

خلاصة:

  • الله لا يريد منك الكمال، بل الصدق.
  • لا بأس أن تخطئ، المهم أن تعود.
  • لا تسمح للإحباط أن يوقفك.
  • استمر، ولو خطوة صغيرة كل يوم.

هل شعرت يومًا أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية بعد إسلامك؟ شاركنا، فربما صوتك يساعد غيرك أن يستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى